قصة وعبرة ... ماذا دار بين الأفعى والفأر في الغابة؟

168 مشاهدة

يحكى أنَّ غابة تعرضت لحريق كبير فهربت الحيوانات خارجها ومن تلك الحيوانات كانت أفعى تحاول الزحف بأسرع ما يمكنها لعل وعسى نجت من النار.

وأثناء هروبها وحال خروجها من الغابة مرهقة مصابة بالعطش نظرت فوجدت فأراً.

في تلك اللحظة خشي الفأر على نفسه منها فأراد الهرب فنادته وقالت لا تهرب أيها الفأر فإنني نجوت الآن ولن أقتلك بعد هذا الخوف الذي رأيته.

توقف الفأر وقال لها لم أفهم، قالت له أنا عطشى وأريد أن أكون صديقتك منذ الآن فقط اسقني الماء، قال لها الفأر اتبعيني.

مشى الفأر ومن خلفه الأفعى تزحف متعبة ومصابة بالعطش حتى وصلا إلى بيت كان قد أعده وتعب عليه لفترة طويلة فدخل وخرج ومعه بعض الماء ليسقيها منه.

شربت الأفعى حتى ارتوت ثم قالت له أريد النوم هل من مكان هادىء؟ فأجاب الفأر ادخلي إلى بيتي فهو معد بعناية.

دخلت الأفعى ونامت واستيقظت بعد ساعات مستعيدة عافيتها كاملة فنظرت إلى الفأر فوجدته في البيت.

قالت: اسمع أنا أعقد اتفاق معك على أن أعيش هنا فلا نعتدي على بعضنا ونعيش براحة وأمن وسلام،

أجاب الفأر متردداً: نعم نعم أنا موافق

بعد دقائق وبعد أن جالت الأفعى في بيتها الجديد حسب ما وصفته قال لها الفأر أنا ذاهب لإحضار بعض الطعام فقالت له لا تتأخر!

وصل الفأر باب بيته وعندها التفت إلى الأفعى وقال وداعاً إلى الأبد، هنيئاً لك بيتي حياتي، فنادته الأفعى لماذا تشك بي؟

فأجابها هذا اتفاق بين قوي وضعيف ليس لي في حول ولا قوة بل إنني وافقت عليه خوفاً على حياتي والآن أنجو بها

المغزى:
ليس كل مُنسحِب جبانا، ولا كل ثابت شجاعا، بعض الانسحاب شجاعة، وبعض الثبات جُبن، فالاعتذار انسحاب من ساحة الظلم، والاصرار على الأذى ما هو إلا ثبات على الباطل.

نحن جميعا نتخذ العديد من القرارات في حياتنا بعضها بسيط والبعض الآخر مصيري ولذلك يجب التأني في اتخاذ ذلك القرار ودراسته بكل فطنة.

ولكن أحياناً يُعتبر التراجع عن اتخاذ قرار مُعين بمثابة شجاعة وصبر أعظم وفي نهاية المطاف ينبغي علينا أن نعرف حجم امكانياتنا وحدود قدراتنا.


قصة وعبرة ... ماذا دار بين الأفعى والفأر في الغابة؟