ذات مرة كان هناك شاب ذو شخصية سيئة جدًا وهو في بداية عمر المراهقة، ويتصرف بعدم احترام مع الآخرين فقرر والده أن يهذبه بشكل مختلف، فأعطاه حقيبة مليئة بالمسامير وطلب منه أن يكون هادئاً وصبورًا، وأن يضع كل يوم مسمارًا في الحائط الخلفي للمنزل.
كان هذا الشاب معه الكثير من المسامير وكل يوم يضع مجموعة منها في الحائط؛ كان والده يريد أن يتحكم في شخصيته السيئة وفي شقاوته الدائمة بوضع تلك المسامير في الحائط.
لم يفقد الشاب هدوءه ولو لمرة واحدة أثناء عملية وضع المسامير حتى انتهى من كل المسامير التي كانت معه، وكان سلوكه قد تحسن بشكل ملحوظ لأنه انشغل كثيرًا بمهمته.
مما جعل والده راضيًا وسعيدًا بهذه النتائج ثم أكمل متابعة ابنه ليساعده على الوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة في تحسن سلوكياته فطلب منه أن يُخرج مسمارًا كل يوم من الحائط حتى يزيل كل المسامير التي وضعها.
مرت الأيام وفي النهاية أخبر الشاب والده بأنه قد أخرج كل المسامير من الحائط؛ فاصطحبه والده في ذلك الوقت خلف البيت ليرى الحائط؛ ثم قال له:
انظر يا بني لقد قمت بإنجاز عمل قاسٍ للغاية بوضعك المسامير هاهنا في الحائط. لقد ملئت الحائط بالثقوب ولن يعود أبدا كما كان من قبل. نظر الشاب إلى الحائط متأملًا الثقوب الصغيرة التي صنعتها المسامير.
ثم أكمل الأب حديثه قائلًا: ما أريد أن أخبرك به هو عندما تقول أو تفعل شيئًا وأنت غاضب أو بشكل سيء فإن ما فعلته سيترك جرحا مثل تلك الثقوب.
لا يهم أبدا كثرة الاعتذار لأن الجرح سيظل موجود دائمًا مثل تلك الثقوب فما قد فعلته في الحائط بيدك قد تفعله أيضًا تصرفاتك مع الآخرين.
فهم الشاب ما يقصده والده وشعر بخطأ أفعاله فوقف مستمعًا إلى أبيه الذي أكمل قائلًا: يا ولدي العزيز، إن الاحباء والأصدقاء مثل الآباء والعائلة.. إنهم كالجواهر الغالية لذلك يجب احترامهم. إنهم يجعلونك تبتسم ويشجعونك على أن تكون أفضل ويستمعون إليك حينما تتحدث وقلوبهم مفتوحة دائما من أجلك.
أعطى الوالد إبنه الشاب خبرة ليستطيع أن يتعامل مع الآخرين باحترام؛ وذلك من خلال تجربة المسامير والتي غيرت من شخصيته إلى الأفضل.